مقالات تعليميةتعليم الفوركس

ما هو الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي؟

الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي وأيهما أفضل؟

مقدمة عن التحليل الفني والتحليل الأساسي

من المعروف أن الأسواق المالية يتم تحليلها بطريقتين لا ثالث لهما، وهما التحليل الفني و التحليل الأساسي. يعتمد التحليل الفني على حركة الأسعار في الماضي “البيانات التاريخية” عند تحليل سوق الفوركس، على اعتبار أن التاريخ يعيد نفسه، وأن الأصول المالية تتحرك في نطاقات معينة يحترمها السعر ويلتزم بها.

أما التحليل الأساسي فهو الذي يعتمد على قراءة المؤشرات الاقتصادية للتعرف على الحالة العامة للإقتصاد، لمعرفة ما إذا كانت هناك حالة ازدهار أو حالة ركود. كما يدرس التحليل الأساسي العوامل السياسية، والسياسات النقدية للبنوك المركزية من أجل التوقع بشأن تحركات الأسعار الحالية والمستقبلية.

منذ بداية التداول في سوق المال وحتى وقتنا الحالي، تقوم حالة من الجدل الذي لا ينتهي بين المتداولين والخبراء بشأن التحليل الفني و التحليل الأساسي. من حيث الفروقات بينهما وأيهما أفضل؟ وهل يمكن الإستغناء بأحدهما عن الآخر؟

كيف ينظر المتداولون للتحليل الفني والتحليل الأساسي؟

أولاً: المتداولون والخبراء الذين يعتمدوا التحليل الفني فقط

أمثال هؤلاء لديهم قناعة بأن التحليل الأساسي بدون جدوى. وأن تحرك الأسعار في أسواق المال يحتكم فقط إلى مبادئ التحليل الفني. هؤلاء أيضا يعتبروا أن الأخبارالاقتصادية ونتائج المؤشرات ما هي إلا تحصيل حاصل، ولا تسبب أي تغيير بخصوص ما يحدث في عمق الأسواق. هذا النوع من المتداولين والخبراء لا يلتفت إلى نتائج المؤشرات الاقتصادية والأمور الأخرى ذات العلاقة بالتحليل الأساسي ولا يولوها أي اهتمام.

ثانياً: المتداولون والخبراء الذين يعتمدوا التحليل الأساسي فقط

هؤلاء يعتبروا أن الظرف الاقتصادي العام ونتائج المؤشرات الاقتصادية هي السبب الرئيسي في تحرك الأسعار بالصعود والهبوط وكذلك بدء اتجاه ما أو انتهائه. هم يرفضوا الإحتكام لمبادئ التحليل الفني على اعتبار أن قيمة العملة تتغير وفقاً للحالة الاقتصادية العامة. ففي حال كانت الأمور الاقتصادية تتحسن فهذا يعني بالنسبة لهم ارتفاع في قيمة العملة. لكن في حال كانت الأمور تتجه نحو الأسوأ فهذا سيقود إلى انخفاض قيمة العملة.

لكل نوع من النوعين السابقين أتباع ومريدين. إلا أن التحليل الفني هو الأكثر استخداماً والأوسع انتشاراً. وفي نفس الوقت له الكثير من الطرق والأدوات القديمة والحديثة، وفي مجاله تم تأليف عشرات بل مئات الكتب.

يعتبر التحليل الفني أكثر أنواع التحليل شعبية في أسواق المال
التحليل الفني هو الأكثر استخداماً بين المتداولين في سوق الفوركس

ثالثاً: المتداولون والخبراء الذين يدمجوا بين التحليل الفني والتحليل الأساسي

أمثال هؤلاء يعتبروا أن أسعار الأصول المالية تتحرك في الأصل وفقاً لقواعد التحليل الفني. حيث تنحصر هذه الأسعار بين نطاقات معينة، تتمثل في الدعوم والمقاومات. إلا أنهم وفي نفس الوقت يهتموا كثيرا بالتحليل الأساسي، ويتابعوا الأخبار والمؤشرات الاقتصادية التي من وجهة نظرهم قد تُحدث تقلبات كثيرة في الأسواق. كما أنها قد تغير في اتجاهات الأسعار بطريقة لا يمكن للمتداول أن يتنبأ بها بالإعتماد فقط على مبادئ التحليل الفني.

قد تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: الفرق بين تداول الأسهم والعملات

أيهما أفضل التحليل الفني أم التحليل الأساسي؟

لا يمكن القول بأفضلية أحدهما على الآخر، فكلاهما مهم ويجب استخدام النوعين عند تحليل الأسواق المالية. فأسعار الأصول المالية تتحرك في نطاقات معينة وفقاً لمبادئ وطرق التحليل الفني. وفي نفس الوقت تتأثر الأسعار وتحركاتها بالظروف الاقتصادية العامة وسياسات وقرارات البنوك المركزية. بالإضافة إلى نتائج المؤشرات الاقتصادية، والتي قد يكون لها دور في تعزيز الإتجاه، أو الدخول في موجة تصحيح، أو قد تقلب الأمور رأساً على عقب وتغير من طبيعة الإتجاه بالكامل.

قد شهدت أسواق الفوركس الكثير من التقلبات والتغييرات التي تجاوزت قواعد التحليل الفني، خصوصا في وقت التغييرات السياسية والإقتصادية الكبيرة. مثل خروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، وفك ارتباط الفرنك السويسري باليورو الأوروبي. هذين الحدثين يدللان على دور التحليل الأساسي وأهميته. فالمتداولون العاديون والخبراء وشركات الوساطة وأصحاب رؤوس الأموال الذين تداولوا في وقت هذه الأحداث، ولم يأخذوا بعين الإعتبار تأثيراتها المحتملة، قد تعرضوا لخسارات كبيرة تُقدر بمليارات الدولارات.

على الجانب الآخر، تأتي كثير من المؤشرات الإقتصادية بنتائج سلبية من المفروض أن تُسبب انخفاض في قيمة الأصل المالي. أو قد تأتي نتائج هذه المؤشرات إيجابية بالشكل الذي من المفترض أن يؤدي إلى ارتفاع في قيمة الأصول المالية. إلا أن هذه التأثيرات لا تظهر، أو قد تظهر بشكل وقتي وسرعان ما تزول، ثم تعود الأسعار لتستأنف حركتها وفقاً لمبادئ التحليل الفني.

هذين المثالين دلالة أكيدة على أهمية وتأثير التحليل الفني والتحليل الأساسي. لهذا على المتداول أن يدمج بين الطريقتين . بهذا الشكل فقط يستطيع أن يصنع قرار تداول أكثر صواباً، وأن يُلم بكافة الظروف والمتغيرات ذات العلاقة بسوق الفوركس. ويستطيع أيضاً أن يُدرك تماماً ما يحدث في عمق الأسواق.

نصيحة للمتداولين

يعتبر الطمع من أهم الأمور التي قد تؤدي إلى خسارة المتداول حتى لو كان صاحب خبرة. ويظهر ذلك بشكل واضح في محاولة استغلال كل فرصة. قد ينجح في بعض الأحيان لكن وبكل تأكيد سيفشل في مرات أخرى. فأسواق المال لا يمكن مجاراتها، حيث تؤثر عليها متغيرات كثيرة والتي قد تسبب في بعض الأحيان تقلبات شديدة وتغييرات جذرية في تحركات الأسعار.

لهذا السبب على المتداول أن يبتعد عن الأسواق في وقت الأخبار القوية، والأحداث السياسية والإقتصادية الكبيرة، التي قد تُسبب ردات فعل غير متوقعة. فالتداول في مثل هذه الأوقات أسرع طريق نحو الهلاك وخسارة رأس مال حساب التداول بالكامل. المتداول المتزن هو الذي ينتظر حتى تهدأ الأسواق ويظهر التأثير الحقيقي لهذه الأحداث والظروف. ثم يدرس السوق بشكل جيد، ويدخل في صفقات وفقاً لذلك. بهذا الشكل يمكن أن يكون مشروع التداول مشروع ناجح يمكن من خلاله تحقيق أرباح مجدية.

قد تحتاج أن تقرأ أيضاً وتتعرف على: أهم مصطلحات الفوركس ومفهوم التداول بالهامش

يوسف أحمد

باحث اقتصادي حاصل على درجة الماجستير في الأسواق المالية، وطالب دكتوراة في الاقتصاد والعلوم المالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى