تداول الفيوتشر: ما هو وما هي طريقته وما حكمه؟
ما هو تداول الفيوتشر؟
الفيوتشر هو عبارة عن عقود مالية مشتقة، تلزم كافة الأطراف بشراء أو بيع أصول مالية معينة في تاريخ مستقبلي، وبسعر يتم الإتفاق عليهما مسبقاً. ومثال ذلك أن يتفق البائع والمشتري على بيع عدد من الأسهم بعد شهر بسعر معين، وبغض النظر عن سعر السوق في وقت الاستحقاق.
يستخدم تداول الفيوتشر بشكل أساسي في التحوط (تحديداً في حالات التقلب الشديد للحماية من تقلبات الأسعار)، كما أنه شائع الاستخدام بين المضاربين أيضاً. تشتهر العقود المستقبلية في مصادر الطاقة تحديدًا، مثل النفط والغاز الطبيعي، إلا أنها تستخدم أيضاً مع الأصول المالية الأخرى مثل مؤشرات الأسهم، والمعادن الثمينة، والعملات العادية والعملات الرقمية.
طريقة تداول الفيوتشر
تداول الفيوتشر، أو تداول العقود الآجلة (المستقبلية) يتم في بورصات العقود الآجلة، ويمر بعدة مراحل كما يلي:
- يتفق البائع والمشتري على بيع أصل مالي أو سلعة أساسية في تاريخ مستقبلي.
- يقوم البائع والمشتري بتحديد موعد تنفيذ الاستحقاق (البيع أو الشراء) تحديدًا دقيقاً. مثال ذلك، أنه إذا تم الاتفاق على عقد آجل مستقبلي لمدة شهر في بداية ديسمبر، يكون موعد الاستحقاق هو نهاية ديسمبر.
- يقوم البائع والمشتري بتحديد سعر الأصل المالي أو السلعة وقت التعاقد، على أن يكون هو السعر الفعلي الذي يتم دفعه بغض النظر عن سعر السوق في تاريخ الإستحقاق.
الفرق بين عقود الخيارات والعقود المستقبلية
تمنح عقود الخيارات صاحبها الحق وليس الإلتزام ببيع أو شراء السلعة في أي وقت قبل تاريخ الاستحقاق، على الطريقة الأمريكية، أما على الطريقة الأوروبية فيمكن للمتعاقد تنفيذ الصفقة وقت الإستحقاق فقط، لكنه غير مجبر على ذلك. والفرق في حال العقود الآجلة، أن المشتري لا يمكنه أن يحصل على السلعة إلا في تاريخ استحقاقها، لكنه يستطيع بيعها في أي وقت قبل ذلك التاريخ، ويكون بذلك خالياً من أي التزامات.
مميزات تداول الفيوتشر (العقود الآجلة)
تلجأ العديد من الشركات، وكذلك المستثمرين إلى تداول العقود الآجلة، لامتلاكها عدد من المميزات التي نذكرها فيما يلي:
- تعتبر العقود الآجلة مثالية للتحوط من التقلبات في أسعار السلع، تحديدًا الأساسية منها، كما تستخدم للتحوط ضد التقلبات في أسعار الصرف وأسعار الفائدة. فالتحديد المسبق لسعر سلعة أو أصل مالي معين يحمي المشتثمر من أي تقلبات مستقبلية غير محمودة في الأسعار.
- يعتبر التداول بطريقة الفيوتشر مربحاً في حال جاءت توقعات المستثمر صحيحة. تزداد الأرباح بالطبع عند استخدام الهامش (على سبيل المثال تتضاعف أرباح العقود المستقبلية 10 مرات عند استخدام هامش نسبته 10%). إلا أن المتداول يجب أن يدرك أن التداول بالهامش مخاطرته عالية جداً، كما أنه محرم وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
- سوق العقود الآجلة شديد السيولة: يتم تداول العقود المستقبلية بكميات ضخمة يومياً، مع تواجد مكثف للمستثمرين، وهذا يعني أن السيولة متوفرة في معظم الوقت، لذلك يصبح من السهل تنفيذ أوامر التداول (الشراء والبيع) في وقت قياسي دون أي عوائق.
- إمكانية جني الأموال بطريقة أسرع: تميل الأسعار في أسواق الفيوتشر إلى التحرك بشكل أسرع مقارنةً بالأسواق التقليدية، وفقاً لذلك يمكن للمتداول الذي يتمتع بموقع مناسب أن يحصل على أرباح أكبر في وقت أقصر. إلا أن الأرباح السريعة مخاطرها كبيرة، وتزيد أيضاً من احتمالية حدوث خسائر أكبر.
عيوب تداول الفيوتشر (العقود الآجلة)
على الرغم من المميزات الكثيرة التي يتشمل عليها تداول العقود المستقبلية، إلا أنها في نفس الوقت تحتوي على مخاطر عالية، ولديها عدد من السلبيات التي نوضحها فيما يلي:
- مخاطرة كبيرة: يمكن تداول العقود المستقبلية على الهامش، برافعة مالية تصل حتى 10%، وهذا بدوره يزيد من حجم الخسارة بشكل كبير، في حال سارت الأسواق عكس اتجاه الصفقة. يتم النظر إلى الروافع المالية على أنها سلاح ذو حدين، فكما أنها تزيد من نسبة الأرباح عند توقع سعر السوق بشكل صحيح، هي أيضاً سبب لخسارة أعداد كبيرة من المتداولين لكافة أموالهم.
- العقود الآجلة منتجات معقدة، يصعب على المتداول المبتدئ فهما والتعامل معها. على سبيل المثال العقد المستقبلي للنفط الخام يمثل ما قيمته 1000 برميل، بينما قيمة عقود سندات الخزينة لمدة 10 سنوات هو 100 ألف دولار أمريكي. أضف إلى ذلك أنه يجب على المتداول أن يفهم تواريخ التداول النهائية وخيارات التسليم الممكنة.
- العقود الآجلة تكون على قيمة كبيرة من السلعة أو الأصل المالي، كما ذكرنا سابقاً فإن العقد الآجل للنفط يمثل ما قيمته 1000 برميل، وهذا يعقد الأمر على المبتدئين والمتداولين الجدد الذين لديهم رغبة في تعلم التداول دون المخاطرة في مبالغ كبيرة.
تداول الفيوتشر في العملات الرقمية
العقود الآجلة للعملات المشفرة هي عبارة عن عقود بين مستثمرَين يراهنان على السعر المستقبلي لواحدة من العملات المشفرة. في هذه الحالة يراهن المتداول على سعر الأصل المشفر دون شرائه (تماماً كما هو الحال في العقود مقابل الفروقات على أزواج العملات والأسهم).
قامت بورصة شيكاغو التجارية (CME) بتقديم منتجات العقود الآجلة على البيتكوين في ديسمبر من العام 2017. وهنا يشار إلى أن عقود العملات المشفرة تحتوي على عدد محدد من الوحدات والمتطلبات الهامشية وطرق التسوية التي يجب على المستثمرين الوفاء بها.
على سبيل المثال تبلغ قيمة عقد البيتكوين الآجل المحدد بواسطة بورصة شيكاغو التجارية ما قيمته 5 وحدات من البيتكوين، ويتم التسعير بالدولار الأمريكي فقط، في حين أن متطلبات الهامش هي 50% نقدًا من قيمة العقد. هذا الأمر يختلف قليلاً في الاثيريوم الذي تم تحديد العقد المستقبلي الواحد ب 50 وحدة، ومتطلبات هامش تمثل 60% من قيمة العقد نقدًا.
شرح تداول الفيوتشر لدى منصة بينانس
منصة بينانس هي وأكبر بورصة للعملات الرقمية حول العالم. ويتم فيها التداول بالطريقتين (التداول الفوري ، والفيوتشر). أما التداول الفوري فهو الذي يشبه أي عملية تجارية، وفيه يتم شراء العملة الشفرة كالبيتكوين مثلاً، بسعر نتوقع أنه منخفض، ثم نعيد بيعها عند ارتفاع الأسعار بغرض تحقيق هامش ربح.
على العكس من ذلك وفي تداول الفيوتشر، يستطيع المتداول بيع عملة لا يمتلكها فيما يُعرف بعملية المراهنة على السعر، وفي هذه الحالة تسمح المنصة للمتداولين باستخدام رافعة مالية تصل حتى 125 ضعف من قيمة المبلغ الذي يمتلكه المتداول.
حكم الفيوتشر: تداول الفيوتشر حلال أم حرام؟
اعتمادًا على فتوى رسمية منشورة ضمن كتاب الفقه الميسر، يرى عامة العلماء المعاصرين تحريم هذه العقود، لأنها بيع دين بدين، وحقيقة هذه العقود أنها مراهنة على فروقات الأسعار وليس المقصود منها البيع والشراء الحقيقي، وهذا نوع من القمار، كما أن فيها غرراً ظاهرًا يؤثر في العقد، وهو كذلك من بيع الإنسان ما لا يملك.