مقالات تعليميةتعليم الفوركس

ما هو الجنيه الاسترليني وما هي أسباب ارتفاع وانخفاض أسعاره؟

أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الجنيه الاسترليني: تداول الجنيه الإسترليني

ما هي عملة الباوند؟ الجنيه الاسترليني عملة أي دولة؟

في البداية يمكن تعريف الجنيه الاسترليني “الباوند” على أنه العملة الرسمية للملكة المتحدة “بريطانيا”، هذا ويعتبر الجنيه الاسترليني من أقوى العملات العالمية، ويرجع الفضل في ذلك إلى قوة الاقتصاد البريطاني الذي يحتل المرتبة السادسة عالمياً.

من أسباب قوة الباوند أيضاً حالة الاستقرار الكبيرة التي تعيشها بريطانيا ومعدلات النمو المرتفعة وارتفاع معدلات الأجور، فضلاً عن معدلات البطالة المنخفضة. هذه العوامل اجتمعت لتجعل الجنيه الإسترليني واحد من أقوى العملات على مستوى العالم، حيث أن قيمته تفوق قيمة الدولار الأمريكي واليورو الأوروبي.

قد تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: العوامل المؤثرة في قيمة الدولار و أسباب ارتفاع وانخفاض سعر اليورو.

أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الجنيه الإسترليني

الإجابة عن هذا السؤال تعين المتداول على توقع اتجاهاتها الحالية والمستقبلية لسعر صرف الجنيه الاسترليني بالشكل الذي يعين على تنفيذ صفقات ناجحة وتحقيق معدلات ربح من التجارة في أسواق العملات الأجنبية.

يمكن توضيح أهم العوامل المؤثرة على قيمة الجنيه الإسترليني كما يلي:

أولاً: العوامل والمؤشرات الاقتصادية

طالما الحديث عن قيمة العملة فهذا يعني أن جوهر الموضوع اقتصادي، لهذا السبب فإنه من المهم جدا متابعة المؤشرات الاقتصادية المختلفة حتى تتكون لدى المتداول رؤية واضحة حول الظرف الاقتصادي الحالي، ومعرفة إذا كان يمر في حالة إزدهار أو يعاني من حالة ركود.

كباقي العملات فإن أهم المؤشرات الاقتصادية التي يجب متابعتها عن كثب هي ” معدلات الفائدة، معدلات التضخم، نسبة البطالة، متوسط الأجور، أسعار المنتجين وأسعار المستهلكين، بالإضافة إلى القوة الشرائية ومبيعات التجزئة”.

هنا يجب التأكيد على مسألة مهمة وهو أنه في وقت صدور هذه المؤشرات تتأثر قيمة العملة بشكل واضح سواء بالارتفاع أو بالإنخفاض، اعتمادا على قيمة القراءة الحالية للمؤشر ومقارنتها مع القراءة السابقة والقراءة المتوقعة، لهذا السبب فإنه من المفضل عدم دخول أي صفقات قبل صدور هذه المؤشرات، والتريث قليلا إلى مرحلة ما بعد صدور النتيجة للتعرف على طبيعة رد فعل الأسواق والتصرف وفقاً لذلك.

ثانياً: السياسة النقدية للبنك المركزي البريطاني

لتنظيم العملة وحمايتها من التلاعب وحالات التقلب الشديد، ولحصر التداولات ضمن نطاقات معينة، ومن أجل حفظ حقوق المواطنين سواء المنتج أو المستهلك على حد سواء تم تأسيس ما يعرف بالبنوك المركزية.

البنوك المركزية هي التي ترسم السياسات المالية للدولة، وهي التي تقرر بشأن أسعار الفائدة وتضع معدلات مقبولة ومستهدفة لمستويات التضخم، كما أن البنوك المركزية هي صاحبة القرار الأول والتأثير الكبير في الأوقات التي تعاني فيها البلاد من مشكلات إقتصادية بمجموعة من السياسات والقرارات التي من شأنها أن تخفف من حدة المشكلات في وقتها وصولاً إلى التغلب عليها بشكل نهائي خلال فترات زمنية معينة.

تعرف كيف تستخدم البنوك المركزية العلاقة بين سعر الفائدة والتضخم للتأثير على قيمة العملة.

وبما أن البنوك المركزية هي التي ترسم السياسة المالية للدولة، فإنه من المهم جداً متابعة كل ما يصدر عنها عن كثب، مثل متابعة خطابات رئيس البنك المركزي وكافة أعضائه، فهي وبكل تأكيد تجعل المتداول على معرفة برغبات البنك المركزي حول طبيعة أسعار الصرف والخطوات التي سيتخذها بالخصوص، وهذا وبكل تأكيد سيساعد المتداول في تحليل تحركات أزواج العملات بشكل دقيق تكون نتيجته صفقات ناجحة.

في الوقت الحالي يعتبر آندرو بيلي هو رئيس البنك المركزي البريطاني، وهو بالمناسبة مصرفي وصاحب خبرة تمتد لأكثر من 30 عام في أعمال البنك المركزي. تم تعيين بيلي ليكون مشرفاً على العملية الانتقالية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

ثالثاً: العوامل السياسية

تتداخل الكثير من العوامل التي تؤثر على أسواق المال، وهذه العوامل قد تكون إقتصادية أو سياسية أو عسكرية أو أمنية بالإضافة إلى العديد من العوامل الأخرى.

في الحقيقة يمتلك العامل السياسي دور مهم ومؤثر بدرجة كبيرة على سعر صرف العملة وقيمتها، ففي حال كانت الدولة تشهد معدلات مرتفعة من حالات الاستقرار السياسي والأمني والعسكري، وفي حال كانت لا تعاني من حروب ونزاعات، بكل تأكيد سينعكس هذا إيجابا على قيمة عملتها. لكن على العكس وفي حالات عدم وجود أفق سياسي واضح وفي حال كانت الدولة تعاني من حالات عدم اليقين. فإن ذلك سينعكس سلبا على سعر صرف عملتها.

انخفضت قيمة الجنيه الاسترليني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي
انعكس خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سلباً على قيمة عملتها

يعتبر ما حدث في بريطانيا بعد التصويت بنعم للخروج من الإتحاد الأوروبي من أقوى الأدلة على تأثير العامل السياسي على سوق العملات. لكم أن تتخيلوا أنه وفي يوم الإستفتاء وبعد تردد إشاعات عن أن التصويت بلا هو الأكثر حظاً. قد ارتفعت قيمة الجنيه الإسترليني مقابل الدولار أكثر من 1000 نقطة “بيب” من مستويات 1.40 حتى مستويات ما فوق 1.50.

تعرف على معنى النقطة “بيب” ومجموعة من المفاهيم الأأخرى المهمة ضمن مقالنا بعنوان: مصطلحات فوركس.

لكن بعد ساعات قليلة بدأت النتيجة تتغير وبات من المؤكد أن الشعب قد صوت بنعم للخروج من الإتحاد الأوروبي، في هذا الوقت انزلقت الأسعار بشدة بأكثر من 2000 نقطة من مستويات ما فوق 1.50 وصولا إلى مستويات تاريخية متدنية دون 1.40.

تأثير البريكست على الجنيه الاسترليني والاقتصاد البريطاني

المملكة المتحدة منذ استفتاء الخروج في العام 2016 وحتى وقتنا الحالي ما زالت تعاني من الآثار السلبية وما زالت عملتها تشهد نوع من عدم الاستقرار، كما أن البلاد تعيش في حالة غموض سياسي وحالة من عدم اللايقين بشأن ترتيبات الخروج، هذه الحالة كان نتيجتها الإطاحة برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي.

الآن وبعد أن خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بشكل رسمي، لم تتأثر كثيراً قيمة الجنيه الاسترليني ولم تنزلق إلى مستويات متدنية كما كان متوقع، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو أن المسألة الآن قد أصبحت واضحة ولم تعد هناك حالة من عدم الاستقرار السياسي بعد سنوات كانت سمتها حالة عدم اليقين حيال الخروج. أما بالنسبة لمستقبل الاقتصاد البريطاني فهو يعتمد على قدرة المملكة على توقيع اتفاقيات مع الدول المجاورة والدول الأخرى وهذا ما سيتضح في قابل الأيام.

تداول الجنيه الاسترليني

تعتبر أزواج الجنيه الاسترليني من الأزواج سريعة الحركة، لهذا السبب فإن كثير من المتداولين يجدوا فيها فرصة أفضل من غيرها لتحقيق أرباح على المدى القصير. حتى أن بعض المتداولين العرب كانوا قد أطلقوا لقب “المجنون” على “زوج الإسترليني ين” أو الذي يعرف أيضاً ب “الباوند ين”، هذا لأن هذا الزوج يعتبر من أسرع أزواج العملات حركة على الإطلاق.

نحن بدورنا في مدرسة التداول سنقوم بتقديم تحليلات يومية لأزواج العملات المختلفة، بما في ذلك أزواج الإسترليني الأكثر شهرة مثل الإسترليني دولار والإسترليني ين. هذه التحليلات ستكون بإذن الله بمثابة المرشد للمتداولين وستأخذ بطريقهم نحو تداولات آمنة ومجدية في نفس الوقت، وصولاً نحو تحقيق الأهداف من الإستثمار في أسواق المال العالمية.

يوسف أحمد

باحث اقتصادي حاصل على درجة الماجستير في الأسواق المالية، وطالب دكتوراة في الاقتصاد والعلوم المالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى