كيفية الاستثمار وشراء أسهم في البورصة الأمريكية
البورصة الامريكية للمبتدئين: كيف أستثمر في الأسهم الأمريكية؟
يعتبر سوق الأسهم الأمريكي هو الأكبر عالمياً، سواءًا من حيث عدد الشركات المدرجة أو من حيث حجم التداولات اليومية “السيولة”. ومن مميزات سوق الأسهم الأمريكي أيضاً أنه يضم مجموعة من كبرى الشركات العالمية مثل جوجل وأبل وميكروسوفت وفيسبوك. فهل بالامكان الاستثمار في البورصة الأمريكية؟
يتسائل كثيرون وعلى وجه التحديد غير الأمريكين عن امكانية شراء الأسهم الأمريكية والاستثمار فيها، خصوصاً أن معظم دول العالم تفرض قيود على الاستثمارات الأجنبية في أسواقها للأوراق المالية. وفي حال كان بامكان الأجنبي شراء الأسهم الأمريكية والتداول فيها، هل سيتم معاملته كما المواطن الأمريكي، وهل سيدفع ضرائب للحكومة الأمريكية وما هي النسبة؟
في هذا المقال سنجيب على الأسئلة السابقة بالتفصيل وسنتعرف على طريقة شراء أسهم في البورصة الأمريكية خطوة بخطوة.
تعرف بالتفصيل على: سوق الأسهم الأمريكي
هل يستطيع غير الأمريكي الاستثمار وشراء أسهم في البورصة الأمريكية؟
لا يوجد في القانون الأمريكي ما يمنع الأجنبي من التداول في البورصة الأمريكية، وشراء أسهم الشركات الأمريكية المختلفة والاستثمار فيها. كما يوجد مجموعة من الوسطاء الذين يقوموا بتلبية احتياجات الممستثمرين الدوليين الذين يرغبوا في التداول بهذا السوق.
هذا ويتمتع الأجنبي بنفس حقوق وواجبات المواطن الأمريكي، حيث يحق له الحصول على نسبته من توزيعات الأرباح السنوية لهذه الشركات، كما يحق له تداول هذه الأسهم بالبيع والشراء في أي وقت، ويتحمل جزء من الضرائب التي سنوضحها في هذا المقال.
لكن على الأجنبي عند التفكير بالاستثمار في سوق الأسهم الأمريكي أن يأخذ بعين الاعتبار مجموعة من العوامل التي قد تكون عائق أمام التداول في هذا السوق، هذه العوامل نوضحها فيما يلي:
- تفرض الحكومة الأمريكية على شركات الوساطة التحقق من هوية الأشخاص الذين يتقدموا بطلب لفتح حساب والتداول في بورصة الأسهم الأمريكية. هذا الاجراء أصبح أكثر الحاحاً بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، حيث أصبح فرضاً على شركات الوساطة إبلاغ الحكومة عن أي نشاط حسابي مريب، والهدف من ذلك هو منع الجهات الارهابية كما تسميهم الحكومة الأمريكية من تمويل أنشطتهم غير القانوينة.
- عند البحث عن شركة الوساطة عليك التأكد من أنها تخدم الدولة التي تتواجد بها، حيث أن بعض تلك الشركات تخدم مناطق دون غيرها، كما يطلب بعض الوسطاء وثائق اضافية مثل اثبات الهوية والمستندات الضريبية.
- قبل أن تقرر بدء التداول في بورصة الأسهم الأمريكية عليك التعرف جيداً على اللوائح الضريبية التي تنظم عمل هذا السوق، والتعرف على أي معاهدات ضريببة بين حكومة الولايات المتحدة وحكومة البلد الذي تقيم فيه، لأنها تؤثر بشكل كبير على الضريبة التي سيتم اقتطاعها من نسبة الأرباح الخاصة بك.
- قبل عملية اختيار وسيط التداول، عليك التعرف على طبيعة الخدمات التي تقدمها، فبعض الوسطاء لا يسمح بالتداولات الالكترونية، وانما من خلال عدد من الفروع المنتشرة في عدد من دول العالم. هذا الأمر مهم جداً للمستثمر خصوصاً اولئك الذين لا تتواجد في بلدانهم فروع لشركات وساطة تعمل في البورصة الأمريكية، أو لأوئلك الذين يرغبوا بالتداول من خلال المنصات الالكترونية.
اقرأ أيضاً عن: طريقة الاستثمار في الأسهم السعودية
الضرائب التي تُفرض على المستثمرين الأجانب في بورصة الأسهم الأمريكية
تعتبر معدلات الضريبة التي تفرضها الحكومة الأمريكية من ضمن الأعلى على مستوى العالم، لذلك على كل من يفكر بالاستثمار في سوق الأسهم الأمريكية أن يتعرف على القوانين الضريبة ذات العلاقة، والتي يمكن توضيحها فيما يلي:
- يدفع المواطنون الأمريكيون وحاملي البطاقة الخضراء، سواء كانوا داخل الولايات المتحدة أو خارجها نفس نسبة ضريبة الدخل والتي تساوي 30%.
- الأجنبي المقيم داخل الولايات المتحدة يخضع في معظم الأحوال لنفس نسبة ضريبة الدخل والتي تساوي 30%.
- الأجنبي غير المقيم في الولايات المتحدة يدفع نسبة ثابتة على الأرباح التي يحصل عليها من الشركات الأمريكية ونسبتها 30%، لكن هذه النسبة قد تختلف حال وجود اتفاق ضريبي بين الولايات المتحدة الأمريكية والبلد الأصلي للمستثمر الأجنبي.
- لا يدفع الأجنبي غير المقيم ضريبة لحكومة الولايات المتحدة في حال استثمر في شركة غير أمريكية موجودة داخل أمريكا، لكن يجب الانتباه الى أنه قد يكون مطالب بدفع ضريبة الدخل في بلده الأصلي.
- في جميع الأحوال، وفي حال قرر أي شخص الاستثمار خارج بلده، عليه أن يتعرف على القوانين الضريبية المنظمة، فقد يكون مضطر لدفع ضريبة الدخل للبلد الذي يستثمر فيه، وضريبة أخرى لبلده الأصلي.
كيفية وطريقة الاستثمار في الأسهم الأمريكية؟
تمر عملية شراء أسهم في البورصة الأمريكية بمجموعة من المراحل نوضحها فيما يلي:
- أولاً: اختيار وسيط التداول: والتي تعتبر من ضمن أهم الخطوات في حال قررت التداول في الأسهم الأمريكية، والتي تطلب بحثاً موسعاً للتعرف الشركات التي تتناسب مع حاجاتك ورغباتك. مثلاً تحتاج للتعرف على عمولة الوسيط، حيث أن بعض العملاء يحصل على عمولة مرتفعة قد تستنزف أرباح الحساب، فيما يقدم آخرون عمولات منخفضة تصل إلى الصفر في بعض الأحيان.
من الأمور المهمة التي يجب البحث فيها أيضاً هي خدمات الدعم التي يقدمها الوسيط مثل الاستشارات والتوصيات والارشادات وبحوث تداول الأسهم، والتي تساعد في صنع قرار تداول مجدي. مدرسة التداول ستقدم قائمة بأشهر وأفضل الشركات التي تقدم خدمة التداول في الأسهم الأمريكية، لكن قبل ذلك عليك قراءة مقالنا بعنوان المعايير الصحيحة لاختيار شركة التداول.
تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: أفضل شركات تداول الأسهم الأمريكية
- ثانياً: اختيار الأسهم التي تريد الاستثمار فيها: بعد فتح حساب لدى شركة وساطة وتمويله، يجب على المستثمر تحديد الأسهم التي سيتداول فيها، وعملية اختيار السهم تخضع لمجموعة من المعايير، والتي ترتبط بشكل رئيسي بتفضيلات المستثمر ورغباته. يمكن التعرف على هذه المعايير بمزيد من التفصيل في مقالنا بعنوان أساسيات المضاربة في الأسهم.
- ثالثاً: حدد عدد الأسهم التي ستقوم بشرائها: في البداية قم بشراء عدد صغير من أسهم الشركات التي وقع عليها الاختيار، ويمكن أن تبدأ بشراء سهم واحد، لدراسة السوق باستفاضة، والحصول على مزيد من المعلومات ومن ثم الاضافة إلى محفظتك الاستثمارية مع الوقت.
- رابعاً: تنويع محفظتك الاستثمارية: لا تضع جميع البيض في سلة واحدة، وحاول أن تستثمر في أسهم عدد من الشركات لتقليل المخاطر في حال تعثر أحد الشركات أو افلاسها، كما يمكن أيضاً الاستثمار في الصناديق المشتركة التي تضم أسهم مجموعة من الشركات.
- خامساً: اختر أوامر التداول الصحيحة: توفر شركات الوساطة للمستثمرين عدد من أوامر التداول المختلفة، مثل أوامر وقف الخسارة وأوامر أخذ الأرباح، والأوامر المعلقة للشراء والبيع عند وصول السعر الى نقطة معينة. استخدام هذه الأوامر بالشكل الصحيح يعتبر من أهم أدوات إدارة رأس المال وإدارة المخاطر المالية في أسواق الأسهم.
كيفية المضاربة في الأسهم الأمريكية
تختلف المضاربة اختلاف جوهري عن شراء الأسهم، ففي حال المضاربة لا يمتلك المضارب السهم بالفعل، كما لا يحق له الحصول على نسبة من توزيعات الأرباح السنوية، حيث أن جوهر عملية المضاربة هو المراهنة على ارتفاع الأسعار أو انخفاضها، واتخاذ قرار الشراء على هذا الأساس.
في حالة المضاربة، ان جاءت توقعات المتداول صحيحة يربح مبلغ من المال يساوي الفرق بين سعر افتتاح الصفقة وسعر الاغلاق. أما في حال شراء الأسهم فان المشتري يتملك السهم بالفعل، وله الحق في الحصول على نسبته من توزيعات الأرباح السنوية، لكن هل نفس الشركات التي تقدم خدمة الشراء الفعلي للأسهم تقدم خدمة المضاربة أيضاً، وأيهما أفضل “المضاربة أم الشراء الفعلي؟”
خدمة المضاربة في الأسهم الأمريكية وغيرها تقدمها معظم شركات الفوركس، ويمكن التداول فيها كما لو كنت تتداول في أي زوج عملات. هذه الشركات “شركات الفوركس” لا تقدم خدمة الشراء الفعلي لتلك الأسهم، لذلك على المتداول أن يكون حذر وأن يحدد قراره في البداية “شراء فعلي أم مضاربة” ثم يختار الشركات على هذا الأساس. ونحن في مدرسة التداول سنضع بين أيديكم قائمة بأفضل الشركات التي تقدم خدمة المضاربة وقائمة أخرى بالشركات التي تقدم خدمة الشراء الفعلي.
اقرأ أيضاً عن: سوق الأسهم السعودي و أفضل الأسهم الأمريكية للمضاربة والاستثمار
أيهما أفضل المضاربة أم الاستثمار في الأسهم الأمريكية؟
ترتبط الاجابة عن هذا السؤال بعدد من العوامل كما يلي:
- رغبة المستثمر وتفضيلاته: يميل بعض المستثمرين لتداولات قصيرة الأجل والحصول على أرباح في وقت أسرع -أمثال هؤلاء تناسبهم المضاربة أكثر من الشراء الفعلي- أما من يرغبون بمخاطرة أقل وبصفقات طويلة، فأمثال هؤلاء يناسبهم الشراء الفعلي أكثر من المضاربة.
- عوامل ترتبط بالقدرة المالية: مثلاً بعض الشركات الكبيرة يصل سعر سهمها إلى 50 دولار وأكثر، وهذا يعني أن قرار الاستثمار في 100 سهم قد يحتاج ل 5.000 دولار وأكثر، وهذا ليس بمقدور الجميع. في حين أن المضارب يمكن أن يبدأ برأس مال صغير في حدود ال 100 دولار.
- العامل الشرعي: المستثمرون المسلمون على وجه التحديد يميلوا الى الاستثمار بالطريقة التي تنسجم وأحكام الشريعة الاسلامية، وفي هذا الرأي نجد أن أعداد كبيرة تميل الى الشراء الفعلي على اعتبار أنه مباح من عدد من المجمعات الفقهية في حال كانت طبيعة أعمال الشركة تنسجم وأحكام الشريعة، في المقابل توجد كثير من الآراء التي تحرم المضاربة في الأسهم دون تملكها بشكل فعلي.
اقرأ أكثر عن: