التحليل الفنيتعليم الفوركس

ما هو التحليل الفني وما هي أنواعه ومدارسه؟

تعلم التحليل الفني للعملات وأسواق المال

طرق تحليل الأسواق المالية

سيتناول المقال تعريف التحليل الفني لسوق الفوركس وأهم طرقه وأدواته.

من المعروف أن نجاح الإستثمار في الأسواق المالية يعتمد بدرجة أساسية على قدرة المتداول على توقع اتجاهات وتحركات الأسعار الحالية والمستقبلية للأصول المالية التي يتم تداولها، والدخول في صفقات وفقا لذلك. لكن من المعروف أيضا أن تحركات الأسعار للأصول المالية المختلفة سواء كانت أزواج عملات أو أسهم أو سندات أو مؤشرات لا تخضع لمعادلات رياضية يتم إيجاد حل لها ومن ثم توقع تحركات الأسعار وفقا لذلك.

في الحقيقة طريقة تحليل الأسواق المالية والتوقع بشأن الإتجاه مختلفة تماماً، فمنذ بدء الإستثمار المالي والتداول في سوق الفوركس، وحتى وقتنا الحالي يتم تحليل الأصول المالية المختلفة اعتمادا على طريقتين وهما، التحليل الفني والتحليل الأساسي. سنخصص هذا المقال للحديث عن التحليل الفني.

ما هو التحليل الفني؟

التحليل الفني للأسواق المالية (Technical Analysis) هو التوقع بشأن تحركات الأسعار الحالية والمستقبلية اعتمادا على بيانات تاريخية. وهذا يعتمد بدرجة رئيسية على القاعدة التي تقول أن التاريخ يكرر نفسه وفقا لمنطق الدورة الاقتصادية، فكل ركود وكساد يعقبه ازدهار، كما أن كل ازدهار وتقدم لا بد أن يعقبه نوع من الركود والكساد.

اعتمادا على المنطق السابق ظهرت عشرات طرق التحليل الفني واستخدمت لنفس الغرض أيضا عشرات الأدوات والمؤشرات والبرمجيات. ليس ذلك فحسب حيث أصبحنا نسمع عن مدارس التحليل الفني، وكل مدرسة من هذه المدارس لها أيضا طرقها وأدواتها. من أشهر طرق التحليل الفني التي تستخدم في الوقت الحالي “الدعوم والمقاومات والتحليل باستخدام ترندات ديمارك”.

ومن طرق التحليل الفني المنتشرة في سوق الفوركس أيضاً “التحليل باستخدام نماذج السلوك السعري والتحليل باستخدام الفيبوناتشي”، والعديد العديد من الطرق الأخرى.سنتطرق لهذه الطرق بشيء من التفصيل في أقسام خاصة وفي مكتبة جامعة تختص بتعليم التحليل الفني للمبتدئين والمحترفين على حد سواء.

اقرأ أيضاً: شرح الشموع اليابانية المهمة في التحليل الفني

تعتبر موجات اليوت من اهم النظريات التي بُني عليها التحليل الفني للأسواق المالية
يقوم التحليل الفني على قاعدة أن التاريخ يعيد نفسه

هل علم التحليل الفني واحد لجميع الأصول المالية؟

في الحقيقة يمكن القول بأن طرق وأدوات التحليل الفني التي تستخدم لتحليل الأسهم والعملات والعملات الرقيمة والنفط والذهب وباقي الأصول المالية هي نفس الأدوات تقريباً. إلا أنه توجد بعض الإختلافات البسيطة جدا ذات العلاقة بطبيعة الأصل المالي نفسه.

في هذا السياق، قد تحتاج أن تتعرف على مفهوم وأساسيات المضاربة في الأسهم.

كما أن هناك مجموعة من المؤشرات الفنية التي تستخدم مع بعض الأصول المالية وتعطي نتائج أكثر دقة فيما لو استخدمت مع غيرها من الأصول المالية. حيث توجد مؤشرات فنية تعطي نتائج أفضل مع السلع مثل النفط والذهب، بينما تعمل مؤشرات فنية أخرى بصورة أفضل مع أزواج العملات وهكذا.

ما هو أفضل موقع تحليل العملات؟

كما ذكرنا سابقا، توجد العشرات من طرق وأدوات التحليل الفني. حتى أصبحت له مدارس خاصة، وفي أيامنا الحالية بتنا نسمع عما يعرف ب “التحليل الفني الحديث”. ولكل مدرسة من هذه المدارس مناصرين وأتباع يدافعون عنها ويتحدثوا عن نقاط قوتها. لهذا السبب لا يمكن القول على الإطلاق بأن هناك موقع أو برنامج يمكن أن يكون هو الأفضل في تحليل العملات والأزواج المالية الأخرى. هذا لأن كل موقع أو برنامج يعتمد طريقة تختلف عن الآخرون ولكل منها نقاط قوة ونقاط ضعف.

ما هي أفضل طريقة تحليل فني؟

لا يمكن أن الجزم بوجود طريقة واحدة هي الأفضل على الإطلاق، فلكل طريقة من طرق التحليل كما ذكرنا نقاط قوة ونقاط ضعف. حتى أنك تجد أن نقاط الضعف في طريقة ما من طرق وبرامج التحليل قد تم تجاوزها في طرق وبرامج أخرى.

لذلك فإن المتداول الأكثر وعياً هو الذي يدرس بشكل جيد وبنوع من التفصيل طرق التحليل المختلفة، ثم يصنع إستراتيجية التداول الخاصة به اعتمادا على نقاط قوة كل واحدة منها. بهذا الشكل يستطيع أن يحصل على إشارات تداول أقوى وأكثر تأكيداً للإتجاه، الأمر الذي سيقود وبكل تأكيد نحو مشروع تجارة عملات ناجح.

قد تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة و الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي

هل يكفي التحليل الفني لتوقع تحركات الأسعار بنسبة 100%؟

الأسعار لا تتحرك في اتجاه واحد على الإطلاق، ففي الأسواق المالية يوجد اتجاه ويوجد تصحيح. فعندما تتحرك الأسعار بقوة نحو الأعلى أكثر من تحركها نحو الأسفل يمكننا القول أن الأسواق في اتجاه صاعد، لكن عندما تكون حركة السعر نحو الأسفل هي الأقوى يمكننا القول أن الإتجاه هابط.

في حال كان الإتجاه صاعد لا يعني ذلك أن الأسعار ستستمر في الإرتفاع دون توقف، أي لا بد أن يكون هناك نوع من الهبوط لكن ليس بقوة الصعود وهذا ما يعرف بالتصحيح. مثلا لو كان السوق في اتجاه صاعد وارتفعت الأسعار ب 100 نقطة قد يكون التصحيح 20 نقطة أو أقل أو أكثر قليلا، لكن في النهاية ستكون الغلبة لفريق الإرتفاع.

هذا لأن أسواق المال يحكمها كما تحدثنا عامل العرض والطلب، وهذه الأسواق يتداول فيها الملايين في نفس الوقت. هؤلاء الملايين ليس من المعقول أنهم يفكروا بنفس الطريقة، أو أنهم كلهم يبيعوا ويشتروا في نفس اللحظة. وهذا يفسر عدم تحرك الأسعار في اتجاه واحد على الدوام.

مرة أخرى وبما أن أسواق المال يحكم التحركات فيها عامل العرض والطلب، وبما أن المتداولين وبكل تأكيد ليس لديهم نفس الفكر في نفس اللحظة، فهذا يعني أن توقع اتجاه الأسعار بنسبة 100% غير ممكن حتى لأكثر المتداولين خبرة. لكن في نفس الوقت يستطيع أن يصل المتداول لدرجة يكون فيها قادر على توقع اتجاه الأسعار بقدر كبير من الدقة. المتداول حين يصل إلى هذه المرحلة جنبا إلى جنب مع إدارة المخاطر و إدارة رأس المال يستطيع وبكل ثقة أن يبدأ تداولات ناجحة ويحقق أرباح معتبرة.

هل أدوات التحليل الفني المنتشرة على الإنترنت فعالة؟

في وقتنا الحالي تنتشر على مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مجموعة كبيرة من الدعايات لعدد من المؤشرات واستراتيجيات التداول وبرمجيات التداول الآلي. التي يدعي أصحابها أنها لا تخطئ أبدا وتحقق أرباح مضمونة بنسبة 100%.

في الواقع هذا كما ذكرنا غير ممكن على الإطلاق وللأسف هناك كثير من المحتالين يستغلوا المتداولين المبتدئين، لبيع مثل هذه الأدوات والتي قد تسبب في كثير من الأحيان خسائر غير محمودة. لكن هذا لا يمنع وجود أدوات واستراتيجيات حقيقية تساعد المتداولين في استثماراتهم، وتوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد.

لهذا السبب على المتداول أن يكون يقظ، ففي حال لم يكن لديه الوقت الكافي لمتابعة الشاشة وتحليل الأسعار، واحتاج أن يشتري مثل هذه البرمجيات والإستراتيجيات، أن يبحث بشكل دقيق وأن يتعرف على المصادر الحقيقة والتي تكون غالبا شركات موثوقة لها اسمها في السوق وباع طويل من الخبرة.

جزء مهم من عملنا في مدرسة التداول سيتركز على تقييم شركات الوساطة في الأسواق المالية والشركات التي تقدم خدمات التداول الأخرى والتعريف بنقاط قوتها ونقاط ضعفها. سنقوم بتسليط الضوء بكل تأكيد على استراتيجيات التداول التي توفرها هذه الشركات المدفوعة منها والمجانية بالشكل الذي يساعد كافة الراغبين في التداول باستخدام استراتيجيات معدة مسبقاً.

يبقى الأفضل من وجهة نظرنا هو أن يجتهد المتداول على نفسه حتى يصل لدرجة من الخبرة بحيث يكون قادر على وضع استراتيجية التداول الخاصة والبدء باستثمارات ناجحة.

اقرأ أيضاً: شرح مستويات الدعم والمقاومة و شرح الشموع اليابانية بالصور

يوسف أحمد

باحث اقتصادي حاصل على درجة الماجستير في الأسواق المالية، وطالب دكتوراة في الاقتصاد والعلوم المالية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى