إدارة رأس المال في التداول وسوق الفوركس
إدارة المحفظة الإستثمارية و إدارة رإس المال في التداول
أهمية إدارة رأس المال
في حياتنا اليومية كثيراً ما نسمع عن أصحاب أموال طائلة وكيف أنهم أضاعوها في فترة قصيرة. في المقابل نسمع أيضا عن أشخاص بدأوا بمبلغ قليل من المال واستطاعوا أن يراكموا ثروة طائلة، لكن ما هو الفرق بين النوعين وما هي الأسباب التي جعلت البعض ينجح والبعض الآخر يفشل، وهل ادارة رأس المال لها علاقة؟
الحقيقة الواضحة أن السبب الرئيسي وراء النجاح أو الفشل في الحفاظ على رأس المال ومن ثم مراكمة الثروة هي إدارة رأس المال. وهذا بالتأكيد ينطبق على التداولات في تجارة العملات الأجنبية والأسواق المالية عموماً.
تعريف المحفظة الاستثمارية
المحفظة الاستثمارية هي مجموع ما يستثمر به شخص أو شركة، وتشمل مجموعة متنوعة من الأصول المالية مثل الأسهم والسندات والعملات وغيرها. يعتبر تنويع المحفظة الاستثمارية من أهم أسس ادارة رأس المال ومن أهم أسباب النجاح في سوق الفوركس، جنباً إلى جنب مع إدارة المخاطر المالية وضبط العامل النفسي في التداول.
في هذا السياق قد تحتاج أن تقرأ مقالنا بعنوان: مفاهيم وأساسيات المضاربة في الأسهم
كيفية إدارة رأس المال عند تداول الفوركس والأصول المالية
أولاً: على المتداول أن يبدأ برأس مال زائد عن حاجته
حتى يستطيع المتداول أن يضبط نفسه وأن يكون قادر على اتخاذ القرار الصحيح يجب أن يتداول بمال زائد عن حاجته. بحيث لو ساءت الأمور وكانت هناك خسائر لا قدر الله، ألا تترك تأثير على أمور حياته اليومية. فليس جيد على الإطلاق أن يستدين الإنسان كي يبدأ التداول، حيث أن الخسارة هنا ستكون مضاعفة وستؤدي إلى هلاك كامل رأس المال وزيادة وستترك المتداول في حالة صعبة جدا.
لهذا السبب ينصح كافة خبراء الأسواق المالية ألا تزيد قيمة الأموال المستثمرة عن حاجز ال 10% من قيمة الأموال التي يمتلكها الشخص، حتى يكون قادر على بدء التداول وهو في كامل الإطمئنان بالشكل الذي يعين على اتخاذ قرارات تداول مجدية وفعالة.
قد تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: أسباب الخسارة في الفوركس وطرق تجنبها
ثانياً: إدارة الرافعة المالية
.بعد أن يقوم المستثمر بتحديد رأس المال الذي سيبدأ التداول به، عليه أن يقوم بتحديد حجم العقد الذي سيتداول به بمعنى أن المتداول يجب أن يضبط حجم الرافعة المالية، بحيث تنحصر بين 3 إلى 5 أضعاف قيمة رأس المال الأصلي وألا تزيد عن ذلك، فكلما زاد حجم الرافعة المالية زادت المخاطرة والعكس.
- هنا على سبيل المثال إذا كان رأس المال الأصلي للحساب هو 1000 دولار فإن التداول بدون رافعة مالية يعني أن حجم اللوت الذي سيتداول به هو 0.01.
- إذا أراد المتداول أن يستخدم الرافعة المالية بشكل معقول في حدود 3 إلى 5 أضعاف يكون حجم العقد الذي سيتداول به ينحصر بين 0.03 إلى 0.05. بهذا الشكل يكون المتداول في مأمن وتكون درجة المخاطرة قليلة جداً، في المقابل يستطيع أن يخرج بأرباح أفضل.
للتعرف على معنى اللوت ومصطلحات أخرى مهمة، تحتاج أن تقرأ مقالنا بعنوان: مصطلحات فوركس
ثالثاً: إدارة وتنويع المحفظة الإستثمارية
بحيث يتم توزيع قيمة العقد الذي يتم تداوله على أكثر من أصل من الأصول المالية. وفقا للمثال السابق، لو كان رأس مال المتداول 1000 دولار واختار المستثمر أن يتداول برافعة مالية 5 أضعافرأس المال. “سيكون حجم العقد المتداول “اللوت” في هذه الحالة هو 0.05. وهي مخاطرة متدنية كما ذكرنا”.
في هذه الحالة سيكون من الجيد لو تم توزيع قيمة هذا العقد على أكثر من أصل من الأصول المالية كما في المثال التالي:
- “0.01” لزوج من أزواج العملات وليكن اليورو دولار – EUR/USD .
- “0.01” يتم تخصيصها للمعادن الثمينة وليكن مثلا الذهب – GOLD.
- “0.01” أخرى يتم استثمارها في مصادر الطاقة مثل النفط – OIL.
- “0.01” يمكن استثمارها في العملات الرقمية كالريبل – XRP.
- “0.01” المتبقية يمكن استثمارها في المؤشرات مثل الداو جونز – DJI.
بهذا الشكل يكون المتداول قد اختار أن يبدأ التداول بمبلغ بسيط من مجموع ما يمتلك، وقد اختار أيضاً رافعة مالية بمخاطرة متدنية جداً، لكنها في المقابل تزيد من قيمة أرباحه. بالإضافة إلى أنه قام بإدارة المحفظة الإستثمارية بشكل سليم، بحيث لو سارت الأمور في عكس الإتجاه في واحد من الأصول، يتم تعويض ذلك من خلال باقي الأصول المتداولة في المحفظة الإستثمارية.
لكن يجب الإنتباه إلى أمر مهم، وهو أن المتداول يجب أن يمتلك الخبرة اللازمة لتحليل الأصول المتداولة بشكل صحيح. فالتداول في سوق الفوركس لا يخضع للهوى والأمزجة الشخصية، فعدم امتلاك الخبرة اللزمة حتى لو كانت إدارة رأس المال سليمة بالتأكيد لن تقود للنجاح وتحقيق الأهداف وقد تكون سبب رئيسي للفشل أيضاً.
رابعاً: إدارة مخاطر التداول (الالتزام بأوامر وقف الخسارة وجني الأرباح)
الالتزام بوضع أوامر التداول المختلفة والتقيد بها وعدم تغييرها مهما حصل. بالطبع هذه الأوامر لا يتم وضعها بشكل مزاجي أيضا، بل اعتمادا على قواعد التحليل المختلفة وتوقع تحركات الأسعار.
تعتبر أوامر التداول هي طوق نجاة المستثمرين، فهي تحدد حجم الخسارة بحيث تكون في حدود المعقول الذي يقبله المتداول، كما أنها مفيدة جداً في أنها توفر الكثير من وقت وجهد المتداول، حيث لن تكون هناك حاجة للمكوث طويلاً أمام الشاشة لمتابعة تحركات الأسعار.
في الدروس التي سنقوم فيها بشرح طرق التحليل المختلفة، بالتأكيد سنشرح بالتفصيل الطرق الصحيحة لوضع أوامر التداول المختلفة، بالشكل الذي يساعد المتداول على تحقيق أهدافه وتقليص الخسائر إلى أقصى قدر ممكن.
قد تحتاج أن تقرأ مقالنا عن: الهامش في التداول وهو من الأمور المهمة لادارة رأس المال
خامساً: عدم المخاطرة بأكثر من 5% من قيمة المحفظة الإستثمارية في صفقة واحدة
في الأسواق المالية بشكل عام على المتداول أن لا يخاطر بأكثر من 5% من قيمة رأس ماله في صفقة واحدة، بنفس القدر على المتداول ألا يطمع كثيرا وأن يخرج بأرباح أيضا في حدود نسبة ال 5%.
فكم من الصفقات الرابحة قد تحولت إلى صفقات خاسرة لأن أصحابها طمعوا في الكثير من المال. القناعة كما يقولون “كنز لا يفنى”، والقليل على القليل كثير، كما أن الأسواق المالية يوميا يوجد بها عشرات الفرص التي يستطيع أن يقتنصها المتداول ويخرج منها بربح جيد. لذلك ليس من العقل والمنطق أن ينتظر المستثمر تحقيق أرباح طائلة من صفقة واحدة فقط.
ملاحظة: سيجد القارئ أن هناك اختلافات بين النسب الموجودة في هذا المقال سواء لحجم الرافعة المالية أو نسبة المخاطرة أو الربح المقبول من موقع لآخر ومن كتاب لآخر. وهذا طبيعي جدا فالأمر يعتمد على خبرات المتداولين والكتاب الذين كانت أيضا وبكل تأكيد لديهم تجارب مختلفة في هذه الأسواق. اجتهدنا قدر الإمكان أن نكون منطقيين وأقرب للصواب. الإجتهاد منا والتوفيق من الله لكم ولنا بإذن الله.
اقرأ أيضاً: