العوامل المؤثرة في سعر الصرف وقيمة العملة
ما هي العوامل المتحكمة في قيمة العملة؟
ما هي أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة؟
يعتبر توقع ارتفاع أسعار العملات أو انخفاضها العامل الأهم الذي يحكم عملية المتاجرة في أسواق العملات الأجنبية، والذي من خلاله يتحدد الفرق بين المتداول الناجح والمتداول الفاشل. وحتى يستطيع المتداول أن يتوقع بدقة تحركات أسعار الصرف، يجب أن يتعرف على العوامل التي تؤثر على قيمة العملة، كما يجب أن يتعرف أيضاً على أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة.
في الحقيقة تتنوع الأسباب التي تؤثر على قيمة العملة ما بين عوامل اقتصادية وأخرى سياسية، هذا عدا عن العوامل الاجتماعية والأمنية والعديد العديد من العوامل الأخرى. من بين العوامل السابقة يعتبر العامل الاقتصادي هو الأهم من ضمن العوامل المؤثرة على قيمة العملة.
أولاً: تأثير عامل العرض والطلب على سعر الصرف
كما هو معروف لدينا بأن أسواق تبادل العملات الأجنبية تعتمد بشكل أساسي مبدأ تعويم العملة، والذي يعني أن الأسباب الرئيسية لارتفاع وانخفاض أسعار العملات هو عامل العرض والطلب، فكلما زاد الطلب على عملة ما زادت قيمتها والعكس صحيح.
لذلك نجد أنه وعند زيادة المعروض في الأسواق من عملة ما مع انخفاض الطلب عليها ستكون نتيجته انخفاض في قيمة العملة، وهذ ما يعرف اقتصاديا بالتضخم. أي أن هناك الكثير من الأموال متوفرة لكنها بدون قيمة، ومثال ذلك أن يحتاج الشخص إلى كمية كبيرة من الأموال لشراء كيلو واحد من الطماطم، كما يحصل الآن في فنزويلا وكما حصل في العراق وقت الحرب التي شنتها قوات التحالف بقيادة أميركا.
ثانياً: تأثير العامل الاقتصادي على قيمة العملة
في الجانب الاقتصادي أيضاً، هناك مجموعة من المؤشرات الرئيسية التي تحكم أي اقتصاد، مثل أسعار الفائدة ومعدلات التضخم ومؤشر أسعار المستهلكين ومؤشر أسعار المنتجين ومعدلات البطالة ومعدلات الأجور.
هذه المؤشرات وغيرها لها تأثير مباشرة على سعر الصرف وتستخدم لقياس قوة العملة هي صلب التحليل الأساسي لسوق الفوركس والأسواق المالية العالمية.
على سبيل المثال عند ارتقاع معدلات الأجور وانخفاض معدلات البطالة فهذا وبكل تأكيد يعني أن هناك تحسن في اقتصاد الدولة، الأمر الذي سينعكس وبكل تأكيد على قيمة عملتها. في هذه الحالة سيزداد الطلب على العملة فتصبح أكثر قوة وترتفع قيمتها.
يحدث العكس تماما عندما تدل المؤشرات الاقتصادية على تباطؤ في النمو أو تعثر عجلة الإنتاج أو ارتفاع معدلات البطالة، فهذا وبكل تأكيد سيؤثر سلباً على سعر صرف العملة ويقلل من الطلب عليها وبالتالي تنخفض قيمتها.
لماذا الدولار الأمريكي ليس أغلى عملة في العالم؟
عملة الدولار الأمريكي التي تحكم عملية التجارة العالمية في الوقت الحالي، والطلب عليها كبير مقارنة بباقي العملات، كما أن الاقتصاد الأمريكي هو أكبر اقتصاد على مستوى العالم، لكن لماذا لا يعتبر الدولار هو العملة الأغلى؟ فعلى سبيل المثال نجد أن الجنيه الإسترليني واليورو الأوروبي والفرنك السويسري والدينار الكويتي أغلى من الدولار.
في الحقيقة تحاول الدول المحافظة على أسعار الصرف عند معدلات معينة لاعتبارات ترتبط بشكل أساسي بحركة التجارة العالمية، فعلى سبيل المثال نرى أن الصين واليابان مثلاً تحاولان الإبقاء على أسعار الصرف عند معدلات منخفضة، لأن هذين الإقتصادين يعتمدان بشكل أساسي على الصادرات. في المقابل نجد أن الدول التي تعتمد على الواردات بشكل كبير تحاول المحافظة على قيمة عملتها مرتفعة نوعاً ما.
في الخلاصة نستطيع القول أن لدى الدولة هامش تتحرك فيه للتحكم نوعا ما في سعر الصرف من خلال مجموعة من السياسات التي تتبناها البنوك المركزية، مثل التحكم في أسعار الفائدة ومعدلات التضخم والسياسات التسهيلية أو التشديدية وغيرها من الأمور الأخرى.
ثالثاً: تأثير العوامل السياسية على قيمة العملة
عدا عن العوامل الاقتصادية توجد مجموعة أخرى من العوامل تترك تأثيرات مباشرة على أسعار الصرف وقيمة العملة مثل العوامل السياسية. بطبيعة الحال عندما تكون الظروف السياسية والأمنية في مجتمع ما مستقرة، ودرجة الأمن والأمان فيها مرتفعة من حيث خلوها من الحروب الخارجية أو الصراعات الداخلية، فهذا بالتأكيد سينعكس إيجابا على قيمة عملة هذه الدولة.
لهذا السبب نجد أن الدولار الأمريكي هو العملة الإحتياطية الأولى على مستوى العالم، هذا لأن الدولة تشهد حالة استقرار سياسي كبير وتناقل سلمي للسلطة، كما أنها تعتبر القوة الأولى على مستوى العالم. أميركا أيضاً لديها جيش قوي وصناعة عسكرية متقدمة وتكنولوجيا هي الأفضل على الإطلاق.
هذا العوامل جميعها ضمنت للمجتمع الأمريكي حالة استقرار صلبة، والتي بدورها جعلت الدولار الأمريكي العملة التي تحكم العلاقات التجارية العالمية، بالإضافة إلى كونها عملة الإحتياط الأولى عالميا.
على العكس تماما نجد أن الدول التي تشهد نوع من عدم الاستقرار في الجانب السياسي والأمني تعاني عملاتها أشد معاناة، من حيث التقلب الشديد في قيمتها وانخفاضها لمستويات قياسية. يمكن أن نعتبر التقلب الشديد في قيمة الجنيه الإسترليني في السنوات الأخيرة، وانخفاض قيمته بشكل كبير مثال واضح على حالة عدم الاستقرار السياسي التي تشهدها المملكة، بعد التصويت بنعم على الخروج من الإتحاد الأوروبي.
في هذا السياق قد تحتاج أن تقرأ مقالنا بعنوان: الإقتصاد السياسي وتأثير السياسة على الإقتصاد وأسواق المال.
الخلاصة: أهم العوامل المتحكمة في قيمة العملة
م | العوامل المؤثرة على قيمة العملة وسعر الصرف |
1. | العرض والطلب هما العامل الأهم: فزيادة المعروض من عملة ما وانخفاض الطلب عليها يقلل من قيمتها. |
2. | العامل الاقتصادي: فتحسن قراءة المؤشرات الاقتصادي ترفع من قيمة العملة والعكس. |
3. | العامل السياسي: ففي حالات الاستقرار السياسي وعدم وجود الصراعات والحروب ترتفع قيمة العملة. |
4. | السياسات النقدية للبنوك المركزية (التشديدية والتسهيلية) لها دور كبير في التأثير على قيمة العملة. |
كيف تقاس قوة العملة؟
العوامل السابقة تقدم إجابة واضحة لسؤال كيف تقاس قوة العملة وكيف يتم تحديد قيمة العملة؟ حيث يستطيع المهتمون من خلال متابعة الجوانب والمؤشرات الاقتصادية والإستقرار في الظروف السياسية والأمنية والإجتماعية أن يتعرفوا على أسباب ارتفاع وانخفاض سعر العملة.
متابعة هذه العوامل أكصر أهمية للمتداولين في سوق الفوركس، فمن خلال متابعتها يمكن للمتداول أن يتوقع وبدقة تحركات الأسعار الحالية والمستقبلية والدخول في صفقات ناجحة تكون نتيجتها المزيد من الأرباح.
إذا استطاع المتداول أن يتعرف بشكل جيد متى يمكن أن ترتفع قيمة عملة ومتى يمكن أن تنخفض، يستطيع أن ينبي إستراتيجية التداول الخاصة به وأن يؤسس مشروع تجارة عملات ناجح يستطيع من خلاله أن يحقق أهدافه الإستثمارية.
قد تحتاج أن تقرأ أيضاً:
- الفرق بين التحليل الفني والتحليل الأساسي
- أسباب ارتفاع وانخفاض سعر اليورو
- أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الجنيه الإسترليني