عملة اليورو والعوامل المؤثرة على قيمتها
عملة اليورو - معلومات عنها واسباب ارتفاع وانخفاض سعر صرفها
ما هي عملة اليورو؟
يمكن تعريف اليورو على أنه العملة الموحدة للاتحاد الأوروبي، هذا ويعتبر ثاني أقوى عملة في العالم بعد الدولار الأمريكي. اليورو هو العملة الرسمية ل 19 دولة من دول الإتحاد الأوروبي ال28، كما يعتبر أيضاً العملة الرسمية في 6 دول من غير الأعضاء في الإتحاد الأوروبي.
تقع مهمة تنظيم قيمة اليورو وسعر صرفه على عاتق البنك المركزي الأوروبي الذي يوجد مقره في مدينة فرانكفورت في ألمانيا.
لكن يبقى السؤال الذي يطرح نفسه هنا، ما هي العوامل التي تؤثر على سعر صرف اليورو، وما هي أسباب ارتفاع والانخفاض في قيمة اليورو؟ في حال امتلك المتداول القدرة على الإجابة على هذه الأسئلة سيكون قادر على توقع اتجاهات الأسعار الحالية والمستقبلية بالشكل الذي سيقود إلى صنع قرارات تداول مجدية.
تتشابه العوامل التي تؤثر على العملات المختلفة والتي تشمل مؤثرات اقتصادية وسياسية واجتماعية ومجموعة أخرى من العوامل. لكن فيما يخص اليورو فالوضع يختلف قليلاً حيث أن الأمر لا يتعلق بعملة دولة واحدة، بل هي عملة لإتحاد بأكمله “الاتحاد الأوروبي”. لذلك سيكون المتداول مضطر لمتابعة المؤشرات الاقتصادية والعوامل الأخرى لأكثر من دولة.
لكن ثمة أمر مهم يجب التطرق له وهو أن تأثير الدول المختلفة في الإتحاد الأوروبي على قيمة اليورو تختلف هي أيضاً. لذلك نجد أن أكثر من 50% من التأثيرات على سعر صرف اليورو تنسب إلى الاقتصاد الألماني، كونه الاقتصاد الأقوى ضمن دول الإتحاد، ويليه في الأهمية فرنسا ثم مجموع الدول الأخرى.
لذلك يستطيع المتداول اختصار الكثير من الوقت والجهد والتركيز بشكل أقوى على الاقتصاد الألماني ومن ثم الاقتصاد الفرنسي.
أسباب ارتفاع وانخفاض سعر عملة اليورو
أولاً: المؤشرات الاقتصادية المؤثر الرئيسي في قيمة اليورو
تماما كما هو الحال مع باقي العملات، فإن العامل الاقتصادي يعتبر العامل الأهم من حيث التأثير على قيمة العملة. ويمكن تلخيص الظرف الاقتصادي في مجموعة من أهم المؤشرات الاقتصادية التي تترك انطباع لدى المتداول عن مدى تقدم اقتصاد ما أو معاناته من حالة ركود. من أهم هذه المؤشرات أسعار التضخم و معدلات الفائدة ومتوسط الأجور ونسب البطالة والعديد من المؤشرات الأخرى.
المتداول عند قراءة هذه المؤشرات يحتاج إلى المقارنة بين القراءة الحالية والقراءة المتوقعة وكذلك القراءة السابقة، كي يستطيع أن يعرف كيف سيكون التأثير على قيمة العملة. وفي حال كان المتداول قادر على قراة نتيجة تلك المؤشرات بدقة، يستطيع أيضاً أن يتوقع تحركات الأسعار الحالية والمستقبلية، ومن ثم الدخول في صفقات ناجحة تحقق أرباح مجدية.
اقرأ أيضاً عن: العلاقة بين التضخم وسعر الفائدة
ثانياً: قرارات البنك المركزي الأوروبي
البنوك المركزية هي المسؤولة الأولى عن رسم السياسات الاقتصادية والمالية للدولة، والتي تشمل اصدار كافة القرارات اللازمة لتنظيم سعر صرف العملة وحمايتها من الإنهيار والتقلبات الشديدة. لذلك من المهم متابعة كل ما يصدر عن رئيس البنك وأعضاءه للتعرف على التوجهات الحالية للبنك المركزي وسياسته التي يتبعها والتي ستنعكس بالتأثير على سعر العملة.
نذكر على سبيل المثال كيف أثرت السياسة التسهيلية للبنك المركزي الأوروبي على قيمة اليورو حيث بدأ المركزي الأوروبي برنامج التيسير الكمي بعد الأزمة المالية العالمية، الأمر الذي كان نتيجته انخفاض قيمة اليورو إلى مستويات تاريخية قياسية.
السياسة التسهيلية وبرنامج التيسير الكمي الأوروبي أدى إلى إنزلاق زوج اليورو دولار من مستويات قريبة من 1.50 إلى مستويات ما دون 1.10، ولما أعلن المركزي الأوروبي عن البدء بانهاء برامج التيسير الكمي ارتفع اليورو دولار بشكل ملحوظ، من مستويات 1.03 حتى مستويات 1.25.
رئيس البنك المركزي الأوروبي هو ماريو دراجي وهو مصرفي إيطالي تولى هذا المنصب منذ شهر نوفمبر من العام 2011 حتى تاريخ كتابة هذه المقالة.
تعرف أيضاً على: أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار الأمريكي و أسباب ارتفاع وانخفاض الجنيه الإسترليني
ثالثاً: العوامل السياسية من أهم المؤثرات على قيمة اليورو
بطبيعة الحال وكباقي العملات، يتأثر اليورو بسياسات الإتحاد الأوروبي تجاه القضايا الداخلية والخارجية، كما أنه يتأثر أيضا بسياسات الدول الأعضاء داخل الإتحاد. وبما أن أوروبا تعيش أجواء مستقرة بدرجة كبيرة بعيدا عن الحروب والصراعات الداخلية فقد انعكس ذلك إيجابا على قيمة اليورو، حيث تتسم العملة بنوع من الثبات والاستقرار بعيداً عن التقلبات غير المفهومة.
من أكثر الأمثلة وضوحا على تأثير العامل السياسي، ما حدث في الانتخابات الفرنسية الأخيرة التي انتهت بفوز ايمانويل ماكرون برئاسة فرنسا. هذا الأمر انعكس إيجابا على قيمة اليورو على اعتبار أن ماكرون كان من الداعمين لبقاء فرنسا داخل الإتحاد الأوروبي، وكانت لديه رؤية نحو تطوير العمل داخل منطقة الإتحاد.
في اليوم التالي للإنتخابات افتتحت الأسواق على فجوة سعرية صاعدة مقدارها 200 نقطة ثم استمرت الأسعار في الإرتفاع من مستويات قرابة 1.07 حتى مستويات 1.2550. غير هذا المثال، هناك الكثير من الأمثلة الواضحة على التأثير القوي للعامل السياسي على سعر صرف اليورو واتجاهاته الحالية والمستقبلية.
إن كانت من نصيحة في هذا المجال يمكن أن نقدمها للمتداولين، فهي الإبتعاد عن التداول في وقت الأحداث المحورية الكبيرة، مثل الانتخابات والحروب والصراعات والتحول الكبير في السياسات الاقتصادية، لأنها تترك تأثير قوي على الأسواق وتحدث فيها تقلبات شديدة، وهذه التأثيرات يصعب التوقع بشأنها، لذلك الأنسب في مثل هذه الحالات هو الإبتعاد عن متابعة الشاشة حتى تهدأ الأسواق وتستقر.
اقرأ عن: الفرق بين التحليل الفني والأساسي وأيهما أفضل و الفرق بين تداول الأسهم والعملات
تداول اليورو مقابل الدولار – EURUSD
يعتبر زوج اليورو دولار من أفضل الأزواج للتداول، كيف لا ؟ وهو يجمع بين أقوى عملتين في العالم، لأقوى قوتين في مختلف المجالات “السياسية والإقتصادية والعسكرية والتكنولوجية وغيرها من المجالات”.
هذا الزوج يشهد تذبذبات في يوم التداول العادي بمعدل 100 نقطة، بينما تصل إجمالي التذبذبات إلى أكثر من 200 نقطة في الأيام التي تشهد تحركات سريعة وتقلبات شديدة في أسعار الصرف. زوج اليورو دولار يعتبر من أكثر أزواج العملات استقراراً، كما أنه أكثر أزواج العملات احتراما لمبادئ التحليل الفني والتحليل الإقتصادي.
لهذا السبب تعتبر فكرة المتاجرة فيه فكرة مميزة لكل من يفكر بالتداول في أسواق تجارة العملات الأجنبية، ونحن بدورنا في مدرسة التداول سنقوم بتحليل هذا الزوج بصورة يومية بحيث يكون المستثمر على معرفة بكافة ظروف التداول سواء على الصعيد الفني أو الاقتصادي، وبالشكل الذي سيساعد المتداولين بإذن الله نحو صنع قرارات تداول صحيحة يكون نتيجتها أرباح وعوائد مميزة.