أنواع استراتيجيات تداول الفوركس وأفضلها
كيف تصنع استراتيجية تداول ناجحة لتداول الفوركس؟
ما هي استراتيجيات تداول الفوركس؟
كلمة إستراتيجية في ذاتها تحمل دلالة عميقة، فهي تشير إلى خطة محكمة طويلة المدى يُرجى منها تحقيق الأهداف والغايات، لكن ما هي استراتيجيات التداول ؟
في سوق الفوركس يسعى المتداولين إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من الأرباح في أقصر فترة زمنية وبأقل جهد ممكن، إذ من غير المنطقي أن يقوم المتداول وبشكل يومي بتحليل اتجاهات وتحركات الأسعار بكافة أدوات وطرق التحليل وبالإعتماد على كافة المؤشرات المتوفرة، ففي هذا تضييع للوقت وتشتيت للعقل واهدار للجهد.
بواقع الحال، فإن خبراء أسواق المال ومن وحي تجربتهم الطويلة في التداول قد استطاعوا أن يتعرفوا على بعض أسرار هذا السوق، وقاموا بوضع إستراتيجيات للتداول اعتمادا على معطيات معينة تعززت لديهم مع الوقت والممارسة. هم اختبروها جيداً وتعرفوا على نقاط قوتها وعززوها، كما أنهم تعرفوا على نقاط الضعف فيها وحاولوا جاهدين التغلب عليها، وبالفعل قد ساعدت مثل هذه الإستراتيجيات في اختصار الوقت والجهد، بالإضافة إلى تحقيق أرباح مجدية.
تمتلئ مواقع الإنترنت بعدد كبير من إستراتيجيات مختلفة، تضم إستراتيجيات التداول بالعملات وإستراتيجيات المضاربة في الأسهم وإستراتيجية تداول الذهب. جزء من هذه الإستراتيجيات يوفرها أصحابها بشكل مجاني وجزء آخر يتم بيعها بمقابل مالي.
كيف أختار أفضل استراتيجيات تداول الفوركس؟
أثناء تصفحك للإنترنت، والبحث عن مواضيع لها علاقة بالتداول في الأسواق المالية، من الطبيعي أن تكون قد قرأت الكثير عن عمليات نصب تحت مسمى إستراتيجيات تداول. وهذا مع الأسف بالفعل موجود، حيث يتم استغلال حاجة المتداولين المبتدئين لتمرير مثل هذه الأكاذيب، لكن في المقابل توجد إستراتيجيات تداول ناجحة ساهمت بالفعل في تحقيق أرباح للعديد من المتداولين.
لهذا السبب على المتداول الذي لا يمتلك الوقت الكافي للتداول وصنع إستراتيجية التداول الخاصة به، أن يبحث بشكل مكثف كي يستطيع أن يصل للمعلومات الكافية حول الجهة التي توفر مثل هذه الإستراتيجيات ومستوى خبرتهم، كذلك من الضروري أن يتعرف على سجل إنجازات هذه الإستراتيجيات، وأن يسأل المتداولين السابقين والحاليين الذين اقتنوها وكانت لهم خبرة معها، وأن يسأل كذلك عن مدى رضاهم عنها والإسهامات التي تحققها.
بهذه الطريقة فقط يستطيع المتداول أن يتجنب الكثير من عمليات النصب والإحتيال المنتشرة على مواقع الإنترنت.
اقرأ أيضاً: أيهما أفضل تداول العملات أم تداول الأسهم؟
كيف تعمل استراتيجيات التداول؟
بعض إستراتيجيات التداول تم تصميمها لتعمل بشكل أوتوماتيكي دون الحاجة إلى تدخل المتداول فهي مبرمجة بالكامل اعتمادا على بعض المؤشرات الفنية وطرق التحليل المختلفة. جزء آخر من هذه الإستراتيجيات تحتاج إلى تدخل المتداول بشكل أو بآخر سواء قبل تنفيذ الصفقة أو أثناء تنفيذها، حيث تكون لدى المتداول إمكانية فتح وإغلاق الصفقة والتحكم في الأوامر المختلفة مثل أمر وقف الخسارة وأمر جني الأرباح.
على الجانب الآخر توجد إستراتيجيات تداول تعمل بشكل يدوي بالكامل، أي أن كامل تفاصيلها تُدار من قبل المتداول ولا تعتمد أي اكسبرتات مبرمجة بشكل مسبق. لا يمكن الحكم بالإطلاق على أن أي نوع من الأنواع السابقة هو أفضل من الآخر، فجميع هذه الإستراتيجيات لها نقاط قوة ونقاط ضعف، كما أن الأمر يرجع أولاً وأخيراً لرغبة المتداول وتفضيلاته.
أنواع استراتيجيات تداول الفوركس
يتم تقسيم إستراتيجيات التداول وفقاً لعدد من الأسس. مثلاً يمكن تقسيمها اعتماداً على عامل المدة الزمنية إلى ثلاثة أنواع كما يلي:
1. استراتيجية السكالبينج – استراتيجية التداول اليومي
وهي إستراتيجيات تداول قصيرة المدى، والتي يُطلق عليها بعض المتداولين إسم إستراتيجيات التداول اليومي. هذا لأن مثل هذه الإستراتيجيات تعتمد صفقات قصيرة جدا يتم فتحها وإغلاقها في نفس يوم التداول، فبعض صفقات ال “سكالبنج” تستغرق فترة زمنية تصل من دقائق معدودة إلى 24 ساعة.
المهم أن هذا النوع من المتداولين يميل إلى الراحة النفسية، حيث يقوموا بإغلاق كافة الصفقات المفتوحة مع نهاية يوم التداول بغض النظر عن نتيجتها، سواء كانت تحقق أرباح أو خسائر، ويبدأوا يوم تداول جديد بصفقات جديدة.
2. إستراتيجية السوينج
وهي إستراتيجيات متوسطة المدى، حيث تستغرق الصفقات مدة زمنية من يوم واحد وحتى شهر. تتميز هذه الإستراتيجية عن السكالبينج بأنها أوفر للوقت والجهد، لكنها قد تكون أقل بالنسبة للأرباح. في الحقيقة تعتمد الأرباح في أي إستراتيجية من الإستراتيجيات على قدرة المتداول وخبرته ومدى قوة الإستراتيجية التي يستخدمها.
يميل متداولوا السكالبينج في العادة إلى توفير مصدر للدخل، لهذا السبب يحاولوا جني أكبر قدر ممكن من الأرباح من خلال فتح أكبر عدد ممكن من الصفقات، على العكس من ذلك يكون هدف متداولوا السوينج على الأرجح توفير مصدر إضافي للدخل أو مراكمة الثروة، إضافة إلى أنهم غير متفرغين للتداول ولا يمتلكوا الوقت الكافي لتنفيذ صفقات يومية.
تعرف أيضأ على: أسباب الخسارة في الفوركس وطرق تجنبها
3. استراتيجيات التداول طويلة المدى
وهي التي تستغرق فيها الصفقات مدة طويلة تستمر لعدة أشهر أو سنوات، أمثال هؤلاء المتداولون يحاولوا الدخول في صفقات من مستويات تاريخية، لم تصلها الأسعار منذ فترات طويلة، بمعنى آخر يحاولوا الدخول مع بداية الإتجاه ويخرجوا من الصفقة في نهاية الإتجاه بغض النظر عن المدة الزمنية التي قد تستغرقها الصفقة.
هذا النوع من المتداولين يميل للراحة التامة ويكون هدفهم من الإستثمار المالي هو مراكمة الثروة.
قد تحتاج أن تقرأ أيضاً: أفضل منصات التداول في سوق الفوركس و أوقات التداول في سوق العملات
ما هي أفضل استراتيجيات التداول؟
لا يمكن الجزم بأن أحد الإستراتيجيات السابقة أفضل من الآخر، فكل واحدة منها لها نقاط قوة ونقاط ضعف، كما أن كل إستراتيجية من هذه الإستراتيجيات تناسب نوع معين من المتداولين، ولا تناسب آخرين.
على مواقع الإنترنت ووسائل التواصل تنتشر الكثير من إستراتيجيات ال “سكالبنج والسوينج والإستراتيجيات طويلة المدى والتي تعتمد في معظمها على مؤشرات فنية تعطي إشارات للمتداولين للدخول في صفقات، ويشمل ذلك تحديد نقاط الدخول والخروج وأوامر وقف الخسارة وجني الأرباح.
سنجتهد قدر الإمكان في نشر بعض إستراتيجيات وطرق التداول القوية التي أثبتت فاعليتها، وإن كنا نميل أن يعمل المتداول بكل جهد مستطاع ويراكم الخبرة اللازمة لصنع إستراتيجية التداول الخاصة به، فما يناسبه قد لا يناسب غيره.
يوجد عدد آخر من إستراتيجيات التداول التي تختص بعدد من الأصول المالية دون غيرها، هذا لأن هذه الأصول تختلف من حيث طبيعة العوامل المؤثرة عليها، ومن حيث المؤشرات الفنية التي تستخدم معها. فتوجد إستراتيجيات التداول بالعملات واستراتيجيات المضاربة بالأسهم وإستراتيجيات تداول الذهب وإستراتيجيات تداول العملات الرقمية وهكذا.
كما توجد أيضا إستراتيجيات تداول اعتمادا على نوع المتداولين فهناك إستراتيجيات خاصة بالمبتدئين وإستراتيجيات تداول للخبراء.
أثناء تصفحك لمواقع الإنترنت ستقرأ عن عشرات الأنواع من إستراتيجيات التداول المختلفة، منها ما هو مجدي ومنها ما لا تستحق من وقتك بضع دقائق للتعرف عليها. هناك بعض من الإستراتيجيات العالمية والتي يتم استخدامها بشكل واسع، مثل هذه الإستراتيجيات سنتحدث عنها بالتفصيل في مقالات وفيديوهات توضيحية، لكن الأصل كما ذكرنا سابقاً أن يجتهد المتداول حتى يصنع إستراتيجية التداول الخاصة به.
كيف أصنع استراتيجية تداول فوركس ناجحة؟
أولاً: على المتداول أن يمتلك من الخبرة ما يلزم وذلك عن طريق التعلم ومراكمة الخبرة بخصوص آلية التعامل في سوق الفوركس، وطرق التحليل المختلفة، وجميع المؤثرات على أسواق المال. فالتعلم أولاً وأخيراً والتعلم في كل وقت وحين.
ثانياً: بعد أن يمتلك المتداول الحد الأدنى من الخبرة ومع الممارسة، ستتكون ليه فكرة أولية عن إستراتيجية التداول التي سيستخدمها. لذلك فإن الخطوة التالية تكون هي تحديد شركة الوساطة التي سيقع عليها اختيار لفتح حساب تداول معها، وعملية اختيار شركة الفوركس ليس بالأمر السهل، حيث يجب أن يبحث المتداول بشكل جيد وأن يتعرف على مزايا وعيوب كل شركة ويختار من بينها ما يتناسب مع أهدافه وحاجاته ورغباته.
ثالثاً: بعد اختيار شركة التداول، على المستثمر أن يفتح في البداية حساب تجريبي، وأن يقوم باختبار إستراتيجية التداول ليتعرف على نقاط قوتها ونقاط ضعفها، ثم يقوم بالتطوير عليها وفقاً لذلك حتى تصبح ناضجة وجاهزة للتداول الفعلي.
رابعاً: بعد أن يتأكد المتداول من قوة الإستراتيجية عليه أن ينتقل للعمل على حساب حقيقي بعد التوكل على الله، للبدء بحصد ثمار ما تعلم وما تعب من أجله.
خامساً: عملية التعليم لا تتوقف فأسواق المال تؤثر عليها الكثير من المتغيرات، وتحدث فيها تقلبات شديدة، لذلك فإن الضامن الوحيد لاستمرارية النجاح هو الإلتزام بالإدارة الصحيحة لرأس المال وإدارة المخاطر المالية جنباً إلى جنبا مع إستمرارية التعلم و إكتساب المزيد من الخبرة والتعديل على الإستراتيجية متى كانت هناك حاجة لذلك، فالتعلم أولاً وأخيرا كما نؤكد في كل مرة وفي كل وقت.
في النهاية إن كثرة استخدام الإستراتيجيات ليس بالأمر الجيد ومشتت لجهد وقدرة المتداول، ولم يكن النجاح يوما ما بكثرة إستخدام المؤشرات والإعتماد على أكبر قدر من الإستراتيجيات، فاستراتيجية تداول واحدة قوية تم اختبارها والتأكد منها بشكل جيد تكفي لتحقيق قدر من الأرباح تعجز عن عدد من الإستراتيجيات مجتمعة.