أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار الأمريكي (مؤشر الدولار)
العوامل المؤثرة على قيمة وسعر صرف الدولار - أسباب التغير في سعر الدولار
معلومات عن عملة الدولار الامريكي
يعتبر الاقتصاد الأمريكي هو الاقتصاد الأقوى على مستوى العالم، كما أن الولايات المتحدة الأمريكية تأتي في طليعة دول العالم على الصعيد السياسي والعسكري والتكنولوجي وفي عديد المجالات المختلفة. هذا بالطبع كان له تأثير مباشر على عملة الدولار الأميركي التي تعتبر في الوقت الحالي الأساس الذي يحكم التجارة العالمية.
اليوم أصبح الدولار الأمريكي أساس لتثمين وتقدير قيمة الأشياء بدلاً من الذهب، وهذا بالطبع جعل الدولار عملة الإحتياط الأولى على مستوى العالم. لهذا السبب أيضا نجد أن الدول والشركات والكيانات الكبيرة تحاول الإحتفاظ بكميات من الدولار الأمريكي، للمحافظة على نوع من التوازن والإستقرار في كافة عملياتها وأنشطتها المختلفة.
بالنسبة للمتداولين في الأسواق المالية والذين يعملون في مجال تجارة العملات الأجنبية، لكم أن تتخيلوا أن 80% من تحركات أسواق الفوركس سببها الدولار الأميركي، وال 20% المتبقية تتوزع على باقي العملات. لذلك ومن أجل فهم طبيعة التحركات وإتجاهات الأسعار الحالية والمستقبلية في أسواق العملات “من المهم جداً التعرف على حركة الدولار الأمريكي والتوقعات بخصوص ارتفاع او انخفاض سعر الدولار.
ما هي أسباب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار الأمريكي؟
في الحقيقة تتحد مجموعة من العوامل التي يمكن من خلالها تحليل الدولار الأمريكي والتوقع بشأن تحركاته، سواء كان نحو الإرتفاع أو الإنخفاض، هذه الأسباب نلخصها فيما يلي:
أولاً: المؤشرات الاقتصادية من أهم اسباب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار
تعتبر المؤشرات الاقتصادية من أهم العوامل التي يمكن من خلالها إطلاق حكم معقول ومنطقي على اقتصاد ما، فمن خلالها يمكن التنبؤ بحالة الركود أو الإزدهار. بالنسبة للدولار الأميركي هناك مجموعة من المؤشرات الاقتصادية المهمة التي يجب متابعتها أولاً بأول لتحليله بشكل صحيح.
تعتبر أسعار الفائدة ومعدلات البطالة ومعدلات الأجور ومعدلات التضخم، بالإضافة إلى أسعار المستهلكين وأسعار المنتجين والناتج المحلي الإجمالي من أهم هذه المؤشرات التي يجب متابعتها أولاً بأول. سنتعرف على طبيعة هذه المؤشرات وكيفية الحكم عليها ومدى تأثيرها على العملة في مقالات لاحقة.
تعرف على: العلاقة بين سعر الفائدة والتضخم
ثانياً: الإحتياطي الفيدرالي والقرارات التي تصدر عنه
تعتبر القرارات الصادرة عن البنك المركزي من أهم المؤثرات على سعر صرف الدولار وقيمته، فهذه القرارات هي التي ترسم السياسات الاقتصادية للدولة، لذلك من المهم متابعة خطابات رئيس البنك المركزي في الدرجة الأولى ومن ثم بقية الأعضاء للتعرف على طبيعة السياسة التي يتبعها البنك في الوقت الحالي.
مثلا الحديث عن السياسة التسهيلية أو التشديدية أو التليمح إلى رفع أو خفض معدلات الفائدة، كل هذا بالتأكيد يترك لدى المتداولين انطباع كافي عن طبيعة اتجاه الأسعار في المستقبل القريب والبعيد، وبالتالي اتخاذ قرار بيع العملات وشرائها على هذا الأساس.
يعتبر معرفة اسم رئيس البنك المركزي مهم جدا، فهو صاحب التأثير الأول على السياسة المالية والإقتصادية للدولة. يمكن من خلال معرفة اسم رئيس البنك المركزي والتعرف على ماضيه العلمي وأهم اسهاماته ونظرته للإقتصاد والأمور المالية، تكوين فكرة عما ستكون عليه توجهات البنك المركزي وطريقة التأثير على العملة والأصول المالية المختلفة.
رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في الوقت الحالي هو جيروم باول.
ثالثاً: العوامل السياسية تؤثر في سعر صرف الدولار الأمريكي
تؤثر العوامل السياسية بشكل كبير على تحركات أسعار الصرف، حيث أن الدولة تعتبر منظومة متكاملة تجتمع فيها العوامل المختلفة “السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والأمنية” لتشكل مجموع التأثيرات التي ترسم الإتجاهات الحالية والمستقبلية.
من أهم الأمثلة على تأثير السياسة على تحركات أسعار الصرف ما حدث في الانتخابات الأمريكية 2016 والتي جاءت بدونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية. فنجاح العملية الانتخابية والإنتقال السلمي للسلطة يدل على حالة من الاستقرار السياسي، والتي كان نتيجتها ارتفاع سعر الدولار بشكل كبير “بمعدل تقريبا 300 نقطة” خلال ساعات قليلة.
من جهة أخرى فإن الدول التي لا تشهد صراعات داخلية وحروب مستمرة سينعكس ذلك إيجاباً على قيمة عملتها، على عكس الدول التي تعاني من الحروب والصراعات حيث تتأثر قيمة العملة بشكل سلبي وتعاني من تقلبات كبيرة في معدلات الصرف.
تعرف على: مستويات الدعم والمقاومة وطريقة تحديد اتجاه السوق
رابعاً: تقارير اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة
اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوح تضم رئيس وأعضاء البنك المركزي في أغلب الأحيان، وتجتمع لعدد من المرات خلال العام من أجل التقرير بخصوص معدلات الفائدة. “في الحالة الأمريكية تجتمع هذه الهيئة ثمانية مرات خلال العام”، وتضع الخطوط العريضة للسياسة النقدية وتحدد أسعار الفائدة التي تعتبر من أهم اسباب ارتفاع وانخفاض سعر الدولار. متابعة قرارات هذه اللجنة من الأولويات المهمة للمتداولين.
لا تقل في الأهمية التقارير الصادرة عن هيئة الخزانة الأمريكية والتي تقدم بيانات مهمة بخصوص الاقتصاد الأمريكي. “مثل حجم الإنفاق وحجم الدين العام وحجم الإحتياطي ومجموعة أخرى من البيانات” التي تترك تأثيرات قوية على قيمة الدولار الأمريكي وأسواق تجارة العملات الأجنبية “الفوركس”.
اقرأ أيضاً عن: العوامل التي تؤثر على سعر اليورو و العوامل التي تؤثر على قيمة الجنيه الاسترليني
خامساً: أسعار الأسهم والسندات والذهب تؤثر على سعر صرف الدولار
ثمة أمر شائع مفاده أن هناك علاقة عكسية بين أسعار الأسهم وأسعار السندات وأسعار الذهب مقارنة بالدولار الأمريكي، فمثلاً الإرتفاعات في سوق الأسهم ينتج عنها انخفاض في سعر الدولار والعكس، وهذا الإعتقاد ينطبق تماماً على أسعار السندات وأسعار الذهب.
في الحقيقة العلاقة بين سعر صرف الدولار وأسعار الأصول المالية الأخرى لا يمكن الحكم عليها بهذه الطريقة فالعوامل المتداخلة كثيرة. قد تكون هذه العلاقة صحيحة في بعض الأوقات لكنها قد لا تكون كذلك في أوقات أخرى. لكن وبكل تأكيد يمكن الحصول على إشارات قوية من هذه الأصول لتوقع اتجاهات الدولار الأمريكي في الوقت الحالي والمستقبلي.
بذلك نكون قد أجملنا أهم العوامل المؤثرة على عملة الدولار الأميركي، والتي يمكن من خلالها تحليل الدولار وتوقع قيمته الحالية والمستقبلية. لكن ثمة أمر مهم يجب أخذه بعين الإعتبار ألا وهو مؤشر الدولار الأمريكي.
اقرأ أيضاً عن: أساسيات المضاربة في الأسهم و العوامل المؤثرة على سعر الذهب.
ما هو مؤشر الدولار؟
مؤشر الدولار الأمريكي يستخدم لقياس قوة وقيمته الدولار بالنسبة لعدد من العملات الرئيسية، هذه العملات هي “اليورو الأوروبي والجنيه الإسترليني والين الياباني والدولار الكندي والفرنك السويسري والكرونا السويدية”. يأخذ هذا المؤشر الرمز USDX أو DXY في البورصات العالمية.
كنا قد ذكرنا بأن 80% من التحركات في سوق تبادل العملات سببها الدولار الأمريكي، لذلك فإنه من المهم التعرف على قوة الدولار كأساس للحكم على اتجاهات الأسواق في الوقت الحالي وفي المستقبل.
من خلال قراءة هذا المؤشر يمكن تكوين صورة عن سعر الصرف الدولار خلال يوم التداول أو خلال فترة زمنية معينة، والتي بدورها تعين على وضع تصورات عامة حول تحركات الأصول المالية الأخرى المرتبطة بالدولار بشكل مباشر.
تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: ساعات تداول الفوركس و أهم مصطلحات الفوركس
يمكن تحليل هذا المؤشر بنفس طريقة تحليل باقي الأدوات المالية المدرجة في أسواق المال، كما تنطبق عليه نفس شروط التحليل الفني والتحليل الأساسي. يجب التنويه أيضاً إلى أن أعداد كبيرة من المتداولين تقوم بالمضاربة على مؤشر الدولار نفسه وتحقيق أرباح معتبرة.
تحليل مؤشر الدولار الأمريكي وأهميته للمتداولين
في نهاية هذا المقال إن كان ثمة نصيحة، فهي أن تبدأ يوم التداول بتحليل مؤشر الدولار، حتى تستطيع معرفة الإطار العام الذي سيحكم طبيعة التداولات خلال اليوم، هذا لأن باقي العملات والأدوات المالية تتأثر بالدولار بشكل مباشر.
بعد دراسة مؤشر الدولار وأخذ فكرة عامة عن تحركاته خلال اليوم، يمكن التوقع بشأن سعر صرف الأصول المالية الأخرى المرتبطة بقيمة الدولار بشكل مباشر، واتخاذ قرار التداول الصحيح وفقاً لذلك.
التداول ليس بالأمر الصعب، لكن على المتداول في البداية يجب على المستثمر أن يتعلم أساسيات التداول. لهذا السبب نضع بين أيديكم سلسة المقالات هذه، والتي توضح بشكل مبسط طريقة التداول الصحيح في سوق الفوركس.
متابعة المقالات التعليمية لدى مدرسة التداول تعين كذلك على إنشاء إستراتيجيات التداول الخاصة بكم والتي ستقود بإذن الله إلى قرارات تداول موضوعية ومجدية تكون خطوة على طريق تحقيق الأهداف.
قد تحتاج أن تقرأ أيضاً عن: اتفاقيات اعادة الشراء “الريبو”